عطارد                                                                      
عرف الإنسان من قديم الزمان الكواكب التي لا تحتاج إلي منظار لرؤيتها مثل عطارد الزهرة والمريخ والمشتري وزحل وكانت الشعوب تعتقد أن هذه الأجسام المتحركة هي كائنات لاهوتية تتحرك في الفضاء وهذه الكواكب الخمسة كان لها تأثير كبير علي علوم الميثالوجيا وعلوم الكون وعلم الفضاء والتنجيم إن عطارد ذكر من قبل السومريين والبابليين في الألفية الثانية قبل الميلاد,ولقد سموا عطارد في ذلك الوقت (نابو) ولقد ربط الإغريق عطارد بالآلهة هيرميس,وهو الإله الذي كان يعتقد انه يحمل الشمس عبر السماء في عربته, ولقد أطلق الإغريق علي عطارد (ابولو) عندما يظهر في الصباح, وهيرميس عندما يظهر في المساء, ثم جاء الرومان وأطلقوا عليه ميركوري وهو اسم اله  الرسالات وكانت أول ملاحظات بالمناظير جرت من قبل العرب والمسلمين ولكن الغرب ينكر ذلك ويقولون إن جاليليو هو أول من رأي عطارد بالمنظار في القرن السابع عشر بينما المناظير الأولي تم تركيبها في خراسان في القرن الرابع عشر,ولكنه رغم ذلك لم يعرف جاليليو عن أوجه عطارد التي تشبه أوجه الزهرة إن عطارد يمكن أن يري في بعض الأحيان وهو يعبر وجه قرص الشمس , ويسمي ذلك علميا بالعبور وأخر عبور لعطارد كان سنة  2006, ولقد تم إذاعته عندها للعالم. وحني سنة 1962 كان يعتقد أن عطارد مقفل مع الشمس, مثل القمر مع الأرض أي أن احد وجوهه دائما متوجهة نحو الشمس بينما الوجه الأخر في الجهة المظلمة واعتقدوا انه بذاك يمكن أن يكون لعطارد بعض الاعتدال الحراري, ولكن الأبحاث لم تثبت ذلك. وفي أواخر سنة 1962 استخدم رادار لعكس أشعته من قبل سطح عطارد, وتم حساب إن عطارد يدور حول نفسه مرة كل 59 يوما ارضيا, ويدور حول الشمس مرة كل 88 يوما وكانت أول مركبة فضائية تري عطارد عن قرب هي المركبةمارينر10 وذلك قي سنة 1974,ولكن لسوء الحظ فأنها رأت فقط نصف الكوكب في مجموعة مرات المرور عليه وهي ثلاثة , وتم ملء كل النواقص عن الكوكب عندما أرسلت ناسا المركبة الفضائية ماسنجر في يناير 2008.                                                                                                    
Picture
   حني وصول المركبة الفضائية ماسنجر) ومرورها للمرة الأولي بجانب الكوكب عطارد, في سنة 2008, لم يكن احد قد رأي نصف الكوكب الأخر, حيث كانت ناسا (وكالة الفضاء الأمريكية) تستطيع فقط أن تري نصف سطح الكوكب حني ذلك التاريخ, وهي الصور التي أخذت من قبل مركبة الفضاء (مارينر10) والتي مرت بقرب الكوكب عطارد ثلاث مرات في سنة 1974,وفي اقرب مرور لمارينر كانت لا تبعد عن سطح الكوكب سوي327 كيلومتر, ولقد أحست بحقل الكوكب المغناطيسي واكتشفته , ولكن  خلال عملية الاقتراب الأخيرة انتهي وقود المركبة مارينر ومن المحتمل أنها تطوف حول الكوكب من ذلك التاريخ.

     ولم يتسني للعلماء النظر إلي النصف الأخر من عطارد حني وصول المركبة الفضائية ماسنجر في سنة 2008 , حيث التقطت المركبة صورا لنصف السطح الذي لم يكن يعرف من قبل, وكان وضوح الصور وجودتها مذهلة, حيث سيستغرق العلماء سنوات في دراستها.
خلال اقرب مرور للمركبة الفضائية مارينر بالكوكب عطارد اكتشفت حقلا مغناطيسيا ضعيفا للكوكب,وهو شبيه بالحقل المغناطيسي للأرض, وهو الذي يحمي الأرض من الرياح الشمسية , ومنذ برودة الكوكب عطارد من زمن بعيد مضي وعدم وجود الديناميكية الموجودة علي الأرض فمن أين يا تري جاء هذا الحقل المغناطيسي؟ وهذا هو السؤال الكبير الذي ستحاول أن تجيب عليه المركبة الفضائية ماسنجر
     إن هذا صعب التصديق بالطبع, لان عطارد قريب من الشمس, وهو ساخن جدا, ولكن الواقع أن هناك أمكنة علي سطح عطارد لا تطالها الشمس أبدا, وهناك أخاديد حول أقطاب الكوكب (اعلي وأسفل) والتي دائما موجودة في الظل, ولأنها موجودة في الظل فمن المحتمل أن درجة حرارتها هي مئات الدرجات اقل من الصفر, ولذا فأن الماء باستطاعته تكوين جليد والذي يمكن أن يبقيلمدة ملايين السنين, ومرة أخري فأن البحث عن الجليد علي الكوكب عطارد هو احد مهام رحلة المركبة الفضائية ماسنجر
   إن عطارد في الواقع كوكب صعب النظر إليه, لأنه يطوف بالشمس في مدار قريب منها ولذلك فأنه دائما يتواجد بقربها, وهو ما يجعل رؤيته صعبة, ولكن الوقت الوحيد الذي تستطيع إن تري فيه عطارد هو عندما تكون الشمس قد غربت أو وقت شروق الشمس, وسوف لن يكون لديك وقت طويل للرؤية, وتحتاج إلي سماء خالية من السحب, ويجب أن تنظر إلي الغرب عند غروب الشمس أو إلي الشرق عند شروقها لرؤية عطارد, وستراه كنجمة ساطعة تتبع الشمس عند غروبها أو تتلاشي عند شروق الشمس
  الآن بوجود المركبة الفضائية ماسنجر والتي هي قريبة من عطارد ستقوم بعدة لفات حول الكوكب ، ثم إنها سنة 2011 ستأخذ لها مدارا دائما حول الكوكب، كما أن وكالة الفضاء الأوروبية مع اليابان تزمع علي إرسال مركبة فضائية لدراسة الحقل المغناطيسي وتصوير الكوكب.

المسافة بينه وبين الشمس      57909175 كيلومتر

قطر الكوكب عطارد          4879.4 كيلومتر

الحجم                         0.054  (إذا أخذنا الأرض انها 1 )

الجاذبية                       0.376 ( إذا أخذنا أن الأرض 1)

طول اليوم                    58.65 يوما ارضيا

طول السنة                    87.97 يوما ارضيا

حرارة السطح                 166.86 درجة سنتيجراد.

 

   يتحرك الكوكب بسرعة 50 كيلومتر في الثانية عبر الفضاء في مداره حول الشمس.
الزهرة

حقائق عن الزهرة

الزهرة هي توأم الأرض –أن الزهرة والأرض لهما حجم متشابه، وهما يطوفان حول الشمس بمدار متشابه، وحجم الزهرة بنقص فقط 650 كيلومتر عن حجم الأرض،وكتلة الزهرة تساوي 81.5 في المائة من كتلة الأرض، ولكن هنا ينتهي التشابه بين الكوكبين، فالجو علي سطح الزهرة يتكون من دوكسيد الكربون بنسبة 96.5 %، مع وجود حالة مثل حالة البيوت الزجاجية والتي ترفع درجة حرارة الكوكب إلي 461 سنتيجراد، ويكون الضغط علي سطح الزهرة قادرا علي تحطيم الإنسان إذا سار علي سطح الكوكب.

من الممكن لضوء الزهرة أن يحدث ظلا علي سطح الأرض- إن الفلكيين يقيسون إضاءة الأجرام السماوية في السماء بشدة الإضاءة، وفقط الشمس والقمر هما اشد إضاءة من الزهرة، فشدة إضاءة الزهرة تتراوح بين 3.8 إلي 4.6 علي المقياس ولكنها بذلك تكون اشد إضاءة من المع نجم نراه في السماء، ولشدة إضاءتها في بعض الأحيان فأنها تكون ظلا لأشياء علي سطح الأرض.

جو كوكب الزهرة- أن جو الزهرة يختلف كليا عن جو الأرض، فأن كتلة جو الزهرة تساوي 93 مرة كتلة جو الأرض، فإذا أمكنك الوقوف علي سطح كوكب الزهرة فستواجه ضغطا يعادل 93 مرة مما تواجهه علي سطح الأرض، وهذا بعني كأنك تغوص 1 كيلومتر تحت سطح البحر، وإذا لم يكن هذا كافيا لقتلك فأن الحرارة والمواد الكيماوية أكيد ستفعل، فالحرارة علي الزهرة ممكن أن ترتفع إلي 460درجة سنتيجراد، كما أن هناك سحب كثيفة من وكسيد السلفور التي تؤدي إلي أمطار من حامض السلفريك، أن هذا الكوكب يبدو كقطعة من الجحيم.

كوكب الزهرة يدور حول نفسه بعكس الكواكب الاخري- أن هذا الكوكب يدور حول نفسه ببطء ممل، فبينما اليوم هو 24 ساعة علي الأرض، فأن يوما واحدا علي الزهرة يساوي 243 يوما ارضيا، والغريب أن الكوكب يدور حول نفسه بعكس الكواكب الاخري في النظام الشمسي، فإذا قدر لك النظر من اعلي النظام الشمسي لرأيت كل الكواكب تدور عكس عقارب الساعة إلا الزهرة فأنه يدور حول نفسه مع عقارب الساعة، أي أن الشمس في الزهرة تشرق من الغرب وتغرب في الشرق.

الكثير من المراكب الفضائية قد حطت علي الزهرة- في هذا الكوكب العدائي تعتقد انه مستحيل أن تصل أية مركبة إلي هناك ، وجزئيا فأنت محق،ولكن خلال سباق غزو الفضاء بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، فقد أرسل الاتحاد السوفيتي عددا من المركبات المسماة فينيرا إلي كوكب الزهرة، ولكنهم لم يقدروا عدائية جو هذا الكوكب، ولقد تحطمت أولي المركبات عندما دخلت جو الزهرة، ولكن في آخر الأمر وصلت فينيرا 8 إلي سطح الزهرة، وأرسلت صورا إلي الأرض، وفي رحلات بعدها أرسلت صور ملونة لسطح كوكب الزهرة.

كان الناس يعتقدون أن الزهرة مكونة من مناطق استوائية من الغابات الكثيفة، نظرا لوجود هذا السحاب الكثيف والذي يغطي سطح الكوكب كله ولم يعرف احد نوعية سطح الزهرة حتي وصول المراكب الفضائية من الأرض والتي أثبتت نوعية الجحيم المتواجد هناك والذي تعجب الجميع منه عندما عرفوا طبيعته.

الزهرة ليس لها أقمار تابعة.

الزهرة لها منازل مثل القمر، فلو نظرت إليها من خلال منظار مقرب لرأيت الفرق، فهي تبدو عندما تكون اقرب إلي الأرض كهلال رفيع، وعندما تبتعد عن الأرض تري هلالها يتغير حتي تصبح الزهرة دائرة كاملة.

سطح الزهرة يظهر انه به بعض الحفر من جراء الاصطدام بالنيازك، ولكن هذه الحفر هي اقل بكثير من الحفر التي علي القمر أو المريخ أو عطارد ، وربما كان السبب في البراكين  التي تغير في سطح الكوكب ، وهي بذلك تغطي حفر التصادمهذه.

هناك مسبار فضائي متواجد الآن حول كوكب الزهرة ، وهو المسبار(فينوس اكسبرس) وهذا المسبار أرسل من قبل وكالة الفضاء الأوروبية ووصل مدار الزهرة في 1106م، وهذا المسبار سيقوم بدراسة جو الزهرة ذو السحاب الكثيف بدقة، كما انه سيقوم بعمل خريطة لسطح الكوكب وللعوامل الموجودة فيه.

 
Picture
تاريخ الكوكب.

   الزهرة تري بالعين المجردة وهي ثالث المع الأجرام في السماء بعد الشمس والقمر لذا فأن البشر يعرفون هذا الكوكب منذ بداية التاريخ.

   إن الاسم اللاتيني للزهرة وهو فينوس هو الاسم الذي أطلقه الرومان علي الزهرة وهو يعني بالإغريقية آلهة الحب(افريدايتا) ، ولكن تتبع الزهرة قديم جدا فقد كان المصريين القدماء الفراعنة يعتقدون بوجود اثنين من هذا الكوكب احدهم يطل صباحا قبل الشروق والأخر يطل مساءا بعد الغروب،وهذا ما اعتقده الإغريق كذلك ، وربما كان باثاغورس صاحب نظرية المثلثات هو أول من عرف أن الزهرة هي كوكب واحد، أما حضارة المايان في وسط الأمريكتين فأن كوكب الزهرة كان له شأن ديني كبير عندهم، وعندما أتم جاليليو بناء منظاره وأداره نحو الزهرة تعجب من تحول الكوكب إلي منازل من هلال إلي كوكب كامل، وعرف بذلك أن هذا الكوكب لابد انه يدور حول الشمس وإلا لما فعل هذا وبذلك اقتنع أن الأرض تدور حول الشمس وليس أن الأرض هي مركز الكون، كما كان سائدا لديهم في الغرب ( وهنا يجب أن نذكر أن القران شرح كيف أن القمر في فلك والشمس في فلك آخر، ولقد عرف المسلمون قبل جاليليو أن الأرض هي التي تدور في فلك حول الشمس ومن هؤلاء الذين أوضحوا ذلك كان عمر ابن الخيام في خوارزم) .

  ولان الزهرة دائما مغطاة بسحاب كثيف، فقد ألهب عقول الناس بوجود أية حياة تخيلوها وخاصة كتاب الخيال العلمي الذين وصفوا كوكب الزهرة بأن طقسه استوائي دائم المطر وان هناك جميع أنواع النباتات، ولكن الحقيقة غير ذلك فهذا الكوكب الجحيمي شديد الحرارة ، لا حياة فيه البتة.

 
Picture
الطقس علي الزهرة.

   مع أن العلماء يعتبرون أن الزهرة هي توأم للأرض، إلا أن الاثنين يختلفان في الطقس، فجو الأرض يساعد علي الحياة وينميها، بينما الجو في الزهرة معاد للحياة، وجو الزهرة مكونا أساسا من دوكسيد الكربون ، أن الضغط هناك يعادل 93 مرة الضغط علي سطح الأرض ، كما أن دوكسيد الكربون الكثيف هذا يسبب في الانحباس الحراري، حيث تبلغ درجة الحرارة علي سطح كوكب الزهرة حوالي 467 سنتيجراد، أي ما يعادل 740 كالفن، وأن هناك سحب من سلفيد الهيدروجين والتي تسبب في سقوط أمطار من حامض السلفريك والتي ستأكل أي شيء متواجد علي سطح الكوكب ولكن حتي مع وجود هذه الظروف القاسية علي سطح الكوكب، إذا ارتفعت عن سطح الكوكب ما بين 50 و65 كيلومتر فأن الجو هناك يشبه تماما جو الأرض.

هل يتواجد علي الزهرة براكين؟

   إن كوكبنا الأرض نشط جيولوجيا، فلدينا براكين دائمة الثوران ،وخاصة عند الطبقات القارية (التكتونبة) التي تفصل كتل الأرض عن بعضها، أما عن الزهرة فمن الأكيد أن يكون هناك براكين فـــي

 
Picture
الماضي، ولقد تعرف العلماء علي حوالي 1600 مكان لبراكين سابقة في الماضي، ولكن للأسف فليس هناك أية معلومات عن براكين حالية فلا احد يعرف، نظرا لكثافة سحب جو الزهرة فلا يستطيع أي مسبار تصوير الكوكب من الفضاء لاستكشافه، ولان الزهرة لا يتواجد بها الماء علي سطح الكوكب وليس للكوكب طبقات قارية، لذا فأنه ليس للزهرة براكين كما نعرفها علي كوكب الأرض علي الأقل، وفي الوقت الحالي ليس لدي العلماء أية فكرة عما إذا كان هناك براكين نشطة علي الزهرة أم لا.

   مسبار وكالة الفضاء الأوروبية الذي يدور حول كوكب الزهرة الآن، أرسل صورا لجو الزهرة الذي يتكون من السحب الكثيفة، هذه السحب تمتد ما بين 45 و70 كيلو متر فوق سطح الكوك،وهذه السحب السريعة التحرك مكونة في اغلبها من قطرات متناهية الصغر من حامض السلفريك، وبعض العناصر الاخري الغير معروفة المصدر، وتمثل هذه السحب طبقة صعبة الاختراق، ولازال المسبار فينوس اكسبرس يعمل علي تحليل تلك السحب.

   الزهرة هي ثاني الكواكب قربا من الشمس، حيث تدور حول الشمس كل 224.7 يوم من أيام الأرض، في سنة 1975 نجحت المركبة السوفيتية فينيرا9 في النزول علي سطح الزهرة وإرسال أول صورة لسطح الكوكب الغامض، وفي سنة 1981 أرسلت فينيرا 13 أول صورة ملونة للكوكب، وفي أوائل التسعينات قامت المركبة ماجلان التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا بدراسة الكوكب الصخري،وقامت بفحص أشكال الجبال والوديان في الكوكب واستعملت هذه الفحوصات لعمل خريطة سطحية للكوكب ، كما اكتشفت هذه المركبة إن بعض الأماكن نشطة في الكوكب إلا إن اغلب الأماكن لم تتغير منذ زمن سحيق ( حوالي نصف بليون سنة).

وهذه بعض الحقائق عن الزهرة.

معدل البعد عن الشمس                    108208930 كيلومتر(0.723 وحدة فضائية)

قطر الزهرة                               12103.6 كيلومتر.

الحجم                                     0.88 ( إذا أخذنا الأرض = 1)

الجاذبية عل السطح                       0.903 ( إذا كانت علي الأرض = 1)

سرعة الدوران أو يوم الزهرة =          243 يوما ارضيا والدوران بعكس الأرض

الدوران  حول الشمس السنة              224.7 يوما ارضيا.

الحرارة علي السطح                      456.85 سنتيجراد.

 
المشتري

   أن المشتري هو خامس كوكب بعدا عن الشمس ، وهو اكبر كوكب في النظام الشمسي، وحجمه يساوي حجم كل كواكب النظام الشمسي الباقية، وكتلته تساوي 318 مرة كتلة الأرض، وهو يدور حول الشمس علي بعد 778330000 كيلومتر أي (5.20 وحدة فضائية) وطبعا الوحدة الفضائية هي المسافة بين الشمس والأرض، وقطر المشتري عند خط استوائه هو 142984 كيلومتر، ويدور حول نفسه في 9.8 ساعات، كما انه يدور حول الشمس في 11.86 سنوات أرضية، ويطلق علي المشتري الاسم اللاتيني جوبيتر وهو ملك الالهه عند الإغريق، والمشتري هو رابع المع الأجرام السماوية، ويأتي بعد الشمس والقمر والزهرة، وقد عرف منذ عصور ما قبل التاريخ إلي أن عرفه العرب علي أنه كوكب وأطلقوا عليه اسم المشتري، لأنه كان يعرف قبل ذلك حتي من قبل الإغريق والرومان جوبيتر النجم المتسكع، ولكن في سنة 1610 وجه جاليليو الفلكي الايطالي منظاره إلي المشتري واكتشف اكبر أقماره الأربعة وهي ابو ويوروبا وجينمايد وكالستو ( وهذه الأقمار تعرف بأقمار جاليليو) ولقد سجل جاليليو تحرك هذه الأقمار حول المشتري، وهي أولي الحركات المركزية التي سجلت، ولم تكن الأرض مركزا لها (لان الغرب كانوا يعتقدون في زمن جاليليو أن الأرض هي مركز الكون).

   تمت زيارة المشتري لأول مرة من قبل المسبار(بايونير 10) سنة 1973م، وبعدها من قبل المسبار (بايونير11 وفويجير1 وفويجير2 وأخيرا اوليسي) وكانت المركبة جاليليو او مركبة تقوم بالطواف حول كوكبي المشتري وهي زالت هناك حيث أن المنظار الفضائي هبل لا زال يعثر عليها بين الحين والآخر.

   المشتري كوكب غازي لا يري له أي سطح صلب، فمواده الغازية ببساطة تزيد كثافة كلما توغلــت داخل جوه الغازي الكثيف، وما يري من الكواكب الغازية هو قمة السحب الغازية الكثيفة التي تلــــف الكوكب .

      أن المشتري مكون من حوالي 90% هيدروجين و10% هليوم، وهناك في ذراته أثارا للمـــاء والميثان والامونيا، وهذا التكوين يكون قريبا جدا من تكوين السد يم القضائي الذي تكونت منه الشمــس وبقية الكواكب، وتركيب الكوكب زحل مثل هذا بالتمام أما الكوكبين يورانيوس ونبتون ففيهما اقــــل هيدروجين وهليوم، أن معرفتنا لداخلية الكواكب الغازية (والكواكــب الغازية الاخري) هي غير مباشرة ومن المحتمـل أن تبقي كذلك فنحن لا نعرف ماذا يحدث تحت طبقات الغاز الكثيفة في الكواكب الغازية، واحتمال أن يكون للمشتري كرة صخريـة في وسط هذا الغاز قد تكون كتلتها ما يقارب 10 إلي 15 مرة مثل كوكب الأرض هو احتمال فرضي، وفوق هذا المحور يقع اغلب الكوكـــب في شكل سائل معدني هيدروجيني، هذا الوصف الشيق للمواد العادية يمكن حدوثه فقـط تحت ضغط يفوق 4 مليون بار كما هو الحال في المشتري وزحل، ويتواجد الهيدروجين بشكل سائل داخل طبقات هذا الكوكب ويحتمل أن تكون هناك طبقات منفصلة عن بعضها لهذا الكوكب.

     يحتمل وجود ثلاث طبقات من السحب وتحتوي علي جليد الامونيا والامونيام والهيدروسولفايد وخليط من الجليد والماء، ولكن النتائج الأولية من المسبار جاليليو لم تشر إلي هذا إلا أن دخول المسبار لجو الكوكب كان في مكان لا يدعم هذه النظرية ، ومكان دخول المسبار موضح بالصورة ، والشيء الذي اكتشفه المسبار هو أن الماء اقل بكثير مما كان متوقعا، هناك رياح عاتية تحدث في الكواكب الغازية وهذه الرياح تهب في اتجاهات عدة  وفي حزم مختلفة ، كما أن هذه الحزم ممكن أن تكون تختلف في درجة الحرارة والمواد الكيماوية إلي تحتويها وهو السبب في الألوان المختلفة التي نراها عندما ننظر الي الكواكب الغازية ، وتسمي الحزم المضيئة (المناطق) والحزم المظلمة (فواصل) ولقد وجد المسبار جاليليو أن الرياح كانت أسرع مما توقعه العلماء حيث كانت السرعة أكثر من 400 ميل في الساعة ولقد امتدت الرياح إلي أعمق مكان وصل إليه المسبار، وربما أنها تمتد داخل الغلاف إلي آلاف الكيلومترات لهذا الكوكب والذي وجد أن هذا الغلاف يموج بالتحركات المفاجئة، مما يظهر أن المحرك الرئيسي للرياح هو حرارة الكوكب الداخلية وليس الشمس كما هو الأمر علي الأرض.

   أن الألوان التي نراها في سحب المشتري ربما تكون نتيجة تفاعل كيميائي للمواد، وربما يكون هناك السولفار الذي له تركيبات تأخذ شتي الألوان، ولكن الخبر اليقين غير معروف، وتكون الألوان أحيانا اعتمادا علي ارتفاع السحب فالأزرق هو أكثر انخفاضا والأبيض والأحمر هو الاعلي، وفي بعض الأحيان نري الأزرق من فتحات في طبقات الجو العليا للكوكب.

   البقعة الحمراء الكبيرة في غلاف الكوكب، لقد تم رؤية هذه البقعة منذ 300 سنة من قبل سكان الأرض الذين كانوا يراقبون الكوكب بالمناظير، وهذه البقعة هي في شكل بيضاوي تبلغ 12000 عرضا و25000 كيلومتر طولا، وهي كبيرة بحيث تتسع لكوكبين مثل الأرض، وهناك العديد من البقع الاخري الأصغر حجما ، وبمراقبة هذه البقعة الحمراء الكبيرة عرف انها عاصفة هوجاء ذات ضغط هائل وان سحبها اعلي وأكثر برودة من السحب المجاورة لها،ولقد تم ملاحظة حدوث مثل هذه العواصف في زحل ونبتون ولكن الغير معروف هو لماذا تبقي هذه العواصف كل هذه السنين الطويلة.

   أن كوكب المشتري يبث في الفضاء طاقة أكثر مما يتحصل عليه من أشعة الشمس، لان باطن الكوكب ساخن جدا، فيحتمل أن تكون درجة حرارة الجزء الصلب في المشتري تبلغ 20000 درجة كالفن، والحرارة ناتجة عن ميكانيكية تسمي ( كالفن-هولملتز) ولها علاقة ضغط الجاذبية البطيء للكوكب ( أن هذا الكوكب لا يولد الطاقة بطريقة التفاعل النووي كما في الشمس، لأنه داخله صغير نسبيا ولذلك هو ابرد ولا يستطيع إشعال ردة الفعل النووية) ولكن هذه الحرارة الداخلية تتسبب في التنقل بين طبقات الكوكب السائلة في عمق الكوكب وبالتالي هي المسئولة عن الحركات المعقدة والتي نراها في أعالي السحب المحيطة بالكوكب، هذه الطريقة نراها أيضا في كل من زحل ونبتون، ولكن في الكوكب يورانيوس يختلف الأمر، أن الكوكب المشتري لو كان اكبر حجما في داخله بثمانين مرة لكان يشكل نجما.

   لدي هذا الكوكب حقل مغناطيسي هائل اقوي من حقل الأرض المغناطيسي، كما أن غلاف الحقل المغناطيسي الخاص به ممتد إلي مسافة 650 مليون كيلومتر( ابعد من مدار زحل)

ولاحظ أن الغلاف المغناطيسي للمشتري ليس كرويا، فهو يمتد ناحية الشمس بعض ملايين الكيلومترات فقط، وتقع جميع الأقمار التابعة للمشتري وهي كثيرة داخل الغلاف المغناطيسي للكوكب، أن الأجواء بقرب كوكب المشتري تحتوي علي جزيئات عالية النشاط محصورة داخل الحقل المغناطيسي للكوكب، وهي شبيهة ولكنها اقوي بكثير من تلك التي توجد في حزام (قان ألن) بقرب كوكب الأرض وهي قاتلة لأي بشر غير محمي منها.

   لقد اكتشف مسبار جاليليو حزاما كثيف الإشعاع بين حلقات المشتري واعلي طبقة من السحب للكوكب وهذا الحزام يقارب 10 مرات في القوة من حزام ( فان الآن ) ومن الغريب أن هذا الحزام يحتوي أيضا ايونات للهليوم عالية الطاقة وغير معروفة المصدر.

   أن المشتري له حلقات حوله مثل زحل، ولكنها باهتة واصغر وكانت غير متوقعة سابقا حتي وصول المركبة فويجر1، حيث أصر العلماء علي البحث عن هذه الحلقات وفعلا تم اكتشافها ، ومنذ ذلك الوقت قامت عدة مراصد بملاحظتها من علي سطح الأرض كما أن المسبار جاليليو رآها هو الأخر، ولكن علي العكس من حلقات زحل فحلقات المشتري داكنة، وهي من المحتمل أن تكون مكونة من حبيبات صخرية ولا يتواجد فيها أية جليد مثل حلقات زحل، كما أن هذه الحبيبات لا تتواجد لوقت طويل هناك بسبب الجر المغناطيسي، ولقد وجد المسبار جاليليو أن هذه الحبيبات يتم تعويضها من الأقمار الأربعة الكبيرة الداخلية، حيث يتم انتشار تراب هذه الأقمار في الحلقات بعد أن يتم صدم الأقمار بشهب ترابية صغيرة من الفضاء كما أن هذه الأقمار الداخلية نشطة جدا بسبب قوة الجاذبية  للمشتري.
Picture
أقمار المشتري,

   أن للمشتري عدد من الأقمار يبلغ 63 قمرا وهذا آخر إحصاء في سنة 2004م.وهذه الجمهرة الكبيرة تحتوي علي اكبر أربعة أقمار داخلية وعدد أخر البعض منها لم يطلق عليه اسم إلي هذا التاريخ.

   أن دوران المشتري يبدو انه يتباطأ شيئا ما، وذلك بسبب السحب الذي تسلطه الأقمار الأربعة علي الكوكب، كما أن الأقمار الأربعة هذه يبدو أنها تبتعد عن الكوكب شيئا فشيئا.

 
Picture
أن الأقمار ايو ويوروبا وجينمايد تدور حول الكوكب في حركة مقفلة وهي كالأتي : كلما مر ايوا مرة واحدة حول الكوكب يكون يوروبا قد أكمل دورتين حول الكوكب ويكون جينيمايد قد أكمل 4 دورات حول الكوكب المشتري، أما القمر كاليستو فهو الأبعد، أن أقمار المشتري تم تسميتها علي أساس أسماء تتعلق باله الإغريق زيوس، والكثير من الأقمار الصغيرة تم اكتشافها ولكن لم يطلق عليها اسم إلي يومنا هذا.
زحل الكوكب ذو الحلقات

   أن زحل هو سادس كوكب بعدا عن الشمس وثاني اكبر كوكب في النظام الشمسي، وفلك زحل يبعد عن    الشمس  9.54 وحدة فضائية
   يسمي زحل (ساترن) لاتينيا وهي تعني عند قدماء الرومان اله الزراعة، كما أن هذه الكلمة هي جذور كلمة السبت في اللغة الانجليزية، هذا الكوكب معروف منذ القدم، وكان أول من نظر إليه من الأوروبيين  بمنظار هو جاليليو سنة 1610 م( ولقد سبقه المسلمين في ذلك عندما اخترعوا المنظار المقرب في مرو بخرسان وفحصوا السماء وتبعهم في ملاحظة السماء بعض سلاطين الهند المسلمين) ولقد دون ارتباكه من منظر الكوكب، لان هذا الكوكب حوله حلقات ظاهرة وهي أحيانا لا تري لان الحلقات تكون في وضع أفقي مع الناظر من الأرض كل بضعة سنوات فلا يراها، واتي بعده كريستين هيجنز سنة 1659م الذي أوضح هذا اللبس في الحلقات، ولقد كان من المعتقد أن حلقات زحل هي الوحيدة في النظام الشمسي حتي عام 1977م، عندما اكتشف أن هناك حلقات لكل من المشتري ويورانوس ونبتون.

   ولقد تمت الزيارة الأولي لكوكب زحل من قبل المسبار الفضائي بايونير 11 في سنة 1979م، التابعة لوكالة ناسا، وبعدها من قبل المسبار فويجير 1 وفويجير2، وأخيرا من قبل المسبار كاسيني وهو مشروع مشترك بين وكالة الفضاء الأمريكية ووكالة الفضاء الأوروبية حيث وصل هذا المسبار للكوكب يوم 104م وسيظل يطوف حول الكوكب علي الأقل لمدة أربعة سنوات.

   أن زحل يبدو مفلطح الشكل عندما يري بمنظار صغير، حيث أن قطره الاستوائي وقطره القطبي يختلفان بحوالي 10% (120536 كيلومتر للقطر الاستوائي و108728 كيلومتر للقطر القطبي)، وسبب ذلك سرعة دوران الكوكب وحالته السائلة، كذلك الحال بالنسبة لباقي الكواكب الغازية الاخري ولكن ليس بدرجة الكوكب زحل، كما أن زحل يعتبر اقل الكواكب كثافة.

   وكما هو الحال مع المشتري فان زحل مكون من 75% هيدروجين و25% هليوم مع وجود أثار للمياه والميثان والامونيا والصخور، وهذه هي المكونات الأساسية للسديم الذي تكون منه النظام الشمسي، كما أن محور الكوكب الداخلي صخري مثل المشتري كما انه قد يتواجد طبقات من الهيدروجين السائل وأثار من الجليد المختلف التكوين.

   أن زحل ساخن جدا (12000 درجة كالفن في المحور) وهو يشع حرارة في الفضاء أكثر مما يستقبل من الشمس، وهذه الحرارة الزائدة التي يشعها مولد بميكانيكية تسمي كالفن هيلمولتز، ولكن ذلك لا يشرح الإشعاع الصادر عن زحل حيث انه لابد من وجود عوامل أخري فاعلة لا تزال تحت البحث.

   أن أحزمة السحب والتي تحيط بزحل هي غير واضحة للناظر من الأرض، كما أنها واسعة عند خط الاستواء للكوكب، ولم تري تفاصيل قمم السحب إلا بعد وصول المسبار فويجير إلي هناك، كما لوحظ وجود عواصف تظهر كبقع حمراء كبيرة في قمم السحب المنظورة.

حلقات زحل الشهيرة

   من الممكن رؤية حلقتان رئيسيتان أ و ب، وحلقة باهتة تسمي س من الأرض و الفراغ بين الحلقات أ و ب يسمي تقسيم كاسيني، كما يسمي الفراغ الباهت في القسم الخارجي من الحلقة أ بتقسيم اينك، كما اظهر المسبار فويجير أربعة حلقات باهتة أخري، أن حلقات هذا الكوكب مضيئة وليست كحلقات باقي الكواكب الاخري، والحلقة تري من الأرض علي أنها كتلة واحدة بينما في الحقيقة تتكون كل حلقة من جزيئات قد يبلغ قطرها سنتيمترا واحدا أو عدة أمتار وهناك مواد قد يبلغ قطرها بضعة كيلومترات متواجدة في هذه الحلقات، وهذه الحلقات من الغريب أنها رقيقة (1كيلومنر) رغم مظهرها فليس هناك الكثير من المادة فيها فلو ضغطت لتكون جسما واحدا فلن يزيد قطره عن 100 كيلومتر، وجزيئات المواد المكونة للحلقات اغلبها من جليد الماء وربما يتواجد فيها بعض الصخور المغطاة بجليد الماء.

   أن أصل هذه الحلقات في هذا الكوكب وكل الكواكب الاخري غير معروف، ربما كان للكواكب حلقات منذ نشوءها، ولكن الواقع أن هذه الحلقات غير مستقرة ولابد من إعادة بناءها بعملية ما، ربما بتكسر قمر تابع للكوكب أو ما شابه، أن عمر الحلقات الحالية لا يتعدي بضعة الملايين من السنين فقط.

   أن للكوكب زحل حقل مغناطيسي كبير كما هو الحال للكواكب الغازية الاخري، أن زحل سهل الرؤية بالعين المجردة في الليالي الصافية، ولكن الحلقات والأقمار التابعة له لا بمكن رؤيتها إلا بمنظار صغير،

أقمار زحل.

    لهذا الكوكب حاشية من الأقمار التي أطلقت عليها الأسماء يبلغ عددها 34 قمرا، وهناك قمران هما فوب وهايبيريون يدوران حول الكوكب بعكس الأقمار الاخري .
Picture
Picture