الكويكبات أو النيازك (Asteroids).

    الكويكبات أو النيازك تختلف عن المذنبات، فبينما تكون المذنبات كبيرة الحجم وتتكون من الجليد والغازات المجمدة المختلطة مع التراب والصخور، وتتحرك في مدارات اهليجية واسعة قد تأخذها خارج النظام الشمسي، فالكويكبات و النيازك هي أجرام معدنية صخرية، ولا يوجد بها أجواء، كما أنها تطوف بالشمس مثل الكواكب، ولكنها اصغر من الكواكب، وهناك عشرات الآلاف منها مجتمعة في حزام الكويكبات والنيازك الذي يشبه الحلقة حول الشمس، ويقع بين فلك كل من المريخ والمشتري، ويعتقد الفلكيين أن هذه الأجرام مكونة من الصخور الأولي التي تكون منها النظام الشمسي، ولكن جاذبية المشتري القوية منعت هذه الصخور من الالتحام لتكون كوكبا في نفس المدار وذلك في بداية نشأة النظام الشمسي منذ 4.5 بليون سنة.

الكويكب فيستا، وهو الكويكب المختلف عن بقية الكويكبات، إذ يظهر علي سطحه مساحات داكنة وأخري فاتحة، كسطح القمر، والصور تبين انه كان هناك تحرك للحمم علي سطحه، والذي يجعله يشبه الأرض والمريخ، ومما يعني أن هذا الجرم كان له لب سائل من الحمم، مما يناقض النظرية الأولي التي تقول أن الكويكبات هي بقايا حجرية باردة تركت من الأيام الأولي لتكون الكواكب، واحدي التكهنات أن هذا الجرم فيستا جزء من شظية تفجر نجم عظيم، منذ أربعة بلايين سنة مضت، والذي ذوب لب الجرم وجعل العناصر الأثقل تغـوص إلي مركز الجرم، والعناصر الأخف من الصخور بأن تبقي علي السطح، وهو ما يحصل للإجرام السماوية الاخري.

   الاصطدام، إن هذه الكويكبات والنيازك كانت وما زالت تصطدم بالأرض منذ أربعة بلايين سنة حين تكونت الأرض، مع أن الاصطدامات الكارثية نادرة لان اغلب الأجرام صغيرة الحجم، إن كتلة كل الكويكبات والنيازك مجتمعة في حزام الكويكبات، اقل من كتلة القمر، ولكن في بعض الأحيان يقوم جرما بقطر ربع ميل أو أكثر قليلا بالاصطدام بالأرض مما يسبب كارثة، مثل كارثة إبادة الدنوصورات، وعندما يصطدم كويكب أو جزء منه بالأرض، يسمي شهابا، وهناك الآن برنامجان في الولايات المتحدة للبحث عن هذه الأجرام القريبة من الأرض، وسبب تحرك هذه الأجرام إلي داخل النظام الشمسي قد يكون أحيانا بسب الاصطدامات التي تحصل بين هذه الأجرام.
Picture
                                المذنبات

   كان الناس عندما يرون المذنبات وهي تمر عبر السماء، إما أن يتملكهم الخوف أو التشاؤم، لمرور هذه الأجسام الغريبة اللامعة في سماء الليل حالك الظلام ،والتي تجر وراءها ذيل طويل مضيء،وكانت هذه المذنبات تظهر في السماء بدون أن يتوقعها احد، ولكننا الآن نعرف أن المذنبات عبارة عن مخلفات نشوء النظام الشمسي منذ 4.6 مليار سنة، وهي غالبا تتكون من الجليد، وتعتبر المذنبات من الأجرام السماوية التي تعتبر الأقل تغيرا في نظامنا الشمسي منذ نشوءه، ولذا تعتبر من أهم المصادر لمعرفة دلائل نشوء النظام الشمسي.

   وفي الوقت الحالي بالاستطاعة التكهن بمدار عدد من المذنبات ولكن ليس كل المذنبات، وكل سنة يكتشف عدد جديد منها (حوالي 12)، وتكون المذنبات التي يتواتر ظهورها في زمن قصير نسبيا (اقل من 200 سنة) هي التي يمكن التكهن بها أكثر، وهي في ظهورها لنا إنما تطوف حول الشمس في مدار بيضاوي تكون الشمس في احد جانبيه، واغلبها يأتي من منطقة في الفضاء فيما وراء مدار الكوكب نبتون، وهذه الأجسام الجليدية تسمي أجرام حزام كببر( ) أو أجرام ما وراء مدار نبتون، والأقل تكهنا ومعرفة تلك المذنبات التي يمر علي تواترها زمن طويل، وهذه تأتي من منطقة يطلق عليها اسم (سحابة اورت  )وهي تبعد عنا حوالي 100000 وحدة فلكية (أي 100000 مرة بعد الأرض عن الشمس) ،وهذه المذنبات قد تستغرق 30 مليون سنة  للطواف حول الشمس، ومن الممكن أن يكون هناك بلايين المذنبات تطوف بالشمس ولكننا لا نراها لأنها تطوف في حدود جاذبية الشمس البعيدة، وكل مذنب له جزء صلب صغير يسمي المحور، غالبا ما يكون قطره بضعة كيلومترات، ويتكون من الصخر المدفون داخل الجليد المتكون من الغازات المتجمدة والتراب.

   وعند اقتراب المذنب من الشمس، تبدأ الحرارة تدب فيه،و يصبح أكثر لمعانا فنراه من علي سطح الأرض، بينما يتمدد جو المذنب( الذي يسمي كوما) ، وتتسبب الشمس في تحول سطح المذنب إلي غازات، والتي  تشع مثل مصباح النيون، ومن الجهة المقابلة للشمس أي الجهة الدافئة تتدفق نافورات من الغازات والأتربة لمسافات قد تصل إلي عشرات الآلاف من الكيلومترات، وهذه المواد الهاربة من المذنب تشكل ذيل يبلغ قطره في اغلب الأحيان مئات الآلاف من الكيلومترات.

   وهذا الضغط بفعل ضوء الشمس وانسياب الجزيئات المشحونة كهربائيا، يسمي هبوب الرياح الشمسية التي تسببت في إزاحة المواد المشكلة لجو المذنب(الكوما) في أن تنتشر بعيدا عن اتجاه الشمس، وهي ما يشكل ذيل المذنب الطويل، والذي يظهر مستقيم، مضيء، هو عبارة عن ايونات مشحونة كهربائيا، وهو دائما يكون في الاتجاه المعاكس للشمس.

   وأغلب المذنبات لا تقترب من الشمس نفسها، فمذنب هالي مثلا، يبلغ اقرب نقطة من الشمس بعدا تبلغ 89 مليون كيلومترا، وهو بذلك يقترب من الشمس أكثر من اقتراب الأرض منها، ولكن هناك بعض المذنبات ترتطم بالشمس أو تقترب بحيث تتناثر وتتبخر، ويعتقد العلماء أن اصطدام المذنبات لعب دورا هاما في تطور الأرض، حيث يعتقد البعض أن المياه وبعض المواد العضوية أتت بها المذنبات
Picture