خرافة 2012  
 
هناك اهتمام هذه الأيام بحركة الكواكب والأجرام السماوية وخاصة في الغرب, نظرا لانتهاء تأريخ شعب المايان القديم في أمريكا الوسطي سنة 2012, حتى أن البعض من مروجي اشاعة انتهاء الحياة علي الكرة الأرضية قاموا بتزوير تقرير زعموا انه صادر عن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا, وقالوا فيه " إن جرما فضائيا كبيرا يسمي نيبيرا سيصطدم بالأرض يوم 21 ديسمبر 2012".


   هذا الجسم المزعوم لا وجود له إطلاقا, ولم يلاحظ من قبل المناظير المنتشرة في أرجاء الكرة الأرضية وحولها في الفضاء الخارجي, وببساطة لا وجود لهذا الجرم، كما انه ليست هناك أية تأثيرات غير طبيعية لجاذبية الأجسام في نظامنا الشمسي.

   إن تأريخ المايان لا ينتهي يوم 21 ديسمبر 2012م، إن هذا التأريخ مثله مثل أي نتيجة أو تقويم سنوي تضعه في مكتبك أو في المطبخ، فالدنيا لا تنتهي يوم 31 ديسمبر بانتهاء التقويم، ولكنك تشتري تقويم جديد يبدأ العد فيه من 1 يناير من السنة التي تليها، وهكذا تقويم المايان فهم يبدؤون العد من جديد بعد 21 ديسمبر 2012 ولكن تقويمهم طويل جدا ولا يحتوي علي سنة واحدة فقط.

   لا توجد أية دلائل علي اية حركات غير طبيعية سنة 2012، فمثلا دورة الشمس التي تستمر 12 سنة ستكون في قمتها بين سنتي 2010 و2012م، وهي حالة عادية مستمرة منذ ما يقارب 4.5 بليون سنة، والأرض دائما تتلقي الايونات الصادرة عن الشمس خلال هذه الدورات الشمسية، والمغناطيس الأرضي الذي يعكس هذه الايونات ويبعدها عن الأرض، قد يحدث له انعكاس في الأقطاب كل 400 ألف سنة تقريبا، ويستغرق انقلاب هذه الأقطاب للمغناطيس الأرضي آلاف السنين، وليس هناك دليل علي أن ذلك سيحدث خلال سنة 2012 او قبلها، وحتى لو حدث فرضا وهو يستغرق ألاف السنين ليتم، فهو لا يؤثر في حركة دوران الأرض حول نفسها أو دورانها في فلكها حول الشمس، حتى سوبرمان لن يستطيع تغيير حركة الأرض حول نفسها او حول الشمس، ذلك من قدرة الله وحده سبحانه وتعالي.

   إن الشد والجذب المسلط علي الكرة الأرضية الوحيد الذي له أهمية يأتي إما من جاذبية الشمس أو القمر، ولا يوجد تراصف منظور للكواكب خلال العشرات من السنين القادمة، وحتى لو حدث هذا التراصف فان تأثيره لن يكون محسوسا عندنا علي الأرض، كما أن الأرض لن تدخل في المقطع الأفقي لمجرة درب التبانة (مجرتنا) سنة 2012، وفي الحقيقة والواقع فان الشمس والأرض يتراصفان سنويا مع وسط المجرة عندما تكون الشمس في برج القوس واحد نجوم هذا البرج أو المجموعة النجومية يعتقد انه وسط المجرة (عبارة عن ثقب اسود هائل)، ولكنها حادثة سنوية تحدث منذ بلايين السنين.

   نهاية العالم المتكهن بها في الحقيقة كذبة، غير حقيقة، ولقد تم التكهن بمثل ذلك في كافة العصور الماضية، ولقد كان المشعوذون والمنجمين هم مطلقي هذه الكذبة ولكن في هذا الزمن قد يتحصل مطلقوا هذه الإشاعة علي مردود مادي كبير، وكما قيل " إن الأحداث الغير طبيعية تحتاج إلي دليل غير طبيعي".

   وهكذا فأن الادعاء بأن هناك كارثة ستقع سنة 2012، تحتاج الي دليل علمي ملموس، ويقع تقديم هذا الدليل علي عاتق الذين أطلقوا هذه الإشاعة، ويجب علينا نحن المسلمون خاصة ونحن نعرف إن علم الساعة من اختصاص الواحد الأحد، أن لا نصدق هذه الشائعات، انه الآن في الغرب وفي أقصي الشرق يجري الحديث في الانترنت والإعلام والتلفزيون منذ سنة تقريبا عن نهاية العالم سنة 2012، ولقد جني مروجي هذه الإشاعات ماديا من ذلك واحد الأدلة الفيلم 2012، وغيره من المقابلات التلفزيونية والأبحاث في الانترنت والكتب والمجلات، والواقع العلمي يقول لا يوجد ابسط دليل علي أن نهاية العالم ستكون يوم 21 ديسمبر سنة 2012م، وعلم الساعة عند الله فقط لا يعلمها إلا هو.

                                             عبد الحفيظ فرج الغرياني

  
Picture